في وداع سلطان الخير.. الروح في الوطن.. والجسد في الثرى

مواضيع مفضلة

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

في وداع سلطان الخير.. الروح في الوطن.. والجسد في الثرى





مساء حزين احتشدت فيه جموع المستقبلين وهم يذرفون الدموع، الألم يعتصر القلوب، ويشل حركة الذهن؛ نظرا لهول الفاجعة، فالمصاب جلل والخسارة كبيرة بفقد "سلطان الخير" رجل الدولة، أبو اليتامى ونصير الفقراء والمحتاجين، هكذا بدا المشهد البارحة في مطار قاعدة الرياض الجوية، حين وصل جثمان "فقيد الوطن" الكبير الأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله – قادما من الولايات المتحدة الأمريكية. وكان مشهد استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لجثمان أخيه الفقيد رغم ظروف عمليته الجراحية الأخيرة، بمثابة قصة تروى ودرس في الوفاء والحب الأخوي، فضلا عن كونه دلالة كبيرة على عظم مكانة الفقيد الراحل، باعتباره عضيدا لملوك المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه، ومساهما في بناء الدولة السعودية الحديثة، من خلال المناصب التي تسنمها في جميع المجالات التنموية، فكان الأمير سلطان بن عبد العزيز بحق رائدا إداريا بامتياز ومؤسسا لمفهوم العمل التنموي في أبهى صوره.
وصل جثمان الفقيد إلى أرض الوطن، فكان اللقاء وكان الوداع وكانت الدمعة في آن واحد، الألسن تلهج بالدعاء للفقيد العظيم بالرحمة والمغفرة، وأصحابها يستذكرون مآثر "سلطان الخير" وعظيم أعماله وأقواله، فهكذا هم العظماء دائما في حياتهم ومماتهم، عطاء وبذل وإنسانية وإخلاص ووفاء.. إذن لم يكن مشهد استقبال الجثمان في المطار البارحة إلا قصة جديرة باحترام العالم بأسره، تلك هي حياة سلطان بن عبد العزيز التي عاشها جسدا وروحا، لترحل الروح إلى بارئها، فيما يحتضن ثرى الوطن الجسد الطاهر، وهذه الإرادة الإلهية والسنة الكونية، وستظل حياة سلطان بن عبد العزيز واقعا نعيشه ونلمسه من خلال أعماله سواء على المستوى الحكومي والتنموي أو الإنساني والاجتماعي، لقد رحل سلطان ولكنه فينا باق، وسيبقى في منهجه وسيرته وذكراه. فرحم الله الأمير سلطان بن عبد العزيز وأسكنه فسيح جناته.

إرسال تعليق

نص نشر المحتويات

جميع الحقوق محفوظة لمجتمع هوامش 2012 ©

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف